للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن عوفي تمت النعمة عليه، وإن ابتلي حملته، ولا يضره إن نزل به الزمان أو صعد، أو أعراه أو أشبعه أو أجاعه.

لأن جميع تلك الأشياء تزول وتتغير، والتقوى أصل السلامة حارس لا ينام، يأخذ باليد عند العثرة، ويوافق على الحدود.

والمتكبر من غرته لذة حصلت مع عدم التقوى، فإنها ستحول وتخليه خاسرًا.

ولازم التقوى في كل حال، فإنك لا ترى في الضيق إلا السعة، وفي المرض إلا العافية. هذا نقدها العاجل. والآجل معلوم (١).

قال يحيى بن معين: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه في الصلاح والخير (٢).

وكان رحمه الله يقول: نحن قوم مساكين ..

وقال إسماعيل بن إسحاق الثقفي: قلت لأبي عبد الله (أحمد بن حنبل) أول ما رأيته: يا أبا عبد الله، ائذن لي أن أقبل رأسك، فقال: لم أبلغ أنا ذاك.

رحمه الله وأجزل مثوبته .. صبر على المحن وثبت على الفتنة التي أصابته وكان إمامًا للمسلمين وهو مع هذا يقول: لم أبلغ أنا ذاك!


(١) صيد الخاطر، ص ١٨١.
(٢) مناقب الإمام أحمد، ص ٣٣٤.

<<  <   >  >>