للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يؤدي شعيرة عظيمة خاشعًا متذللاً .. ترك الكبر والبطر والمباهاة والفخر ..

فقد حج الحسين بن علي عشر حجج ماشيًا ونجبه تقاد إلى جنبه (١).

وعن عمر بن ثابت قال: لما مات علي بن الحسين بن علي فغسلوه، فجعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره، فقالوا: ما هذا؟ فقالوا: كان يحمل جراب الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة (٢).

أخي المسلم:

قال عمر رضي الله عنه: إن العبد إذا تواضع لله رفع حكمته وقال: انتعش رفعك الله، وإذا تكبر وعدا طوره رهصه الله في الأرض وقال: اخسأ خسأك الله، فهو في نفسه كبير وفي أعين الناس حقير حتى أنه لأحقر عندهم من الخنزير (٣).

وذكر أن العلاء بن زياد قال له رجل: رأيت كأنك في الجنة، فقال له: ويحك، أما وجد الشيطان أن أحدًا يسخر به غيري وغيرك؟ (٤).

وعندما مر المهلب على مالك بن دينار متبخترًا، فقال: أما


(١) روضة العقلاء، ص ٦٢.
(٢) انظر: السير ٤/ ١٣٩.
(٣) الإحياء ٣/ ٣٦١.
(٤) حلية الأولياء ٢/ ٢٤٥.

<<  <   >  >>