للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأما مع الخالق، فإن العجب بالطاعات نتيجة استعظامها، فكأنه يمن على الله تعالى بفعلها، وينسى نعمته عليه بتوفيقه لها، ويعمى عن آفاتها المفسدة لها. وإنما يتفقد آفات الأعمال من خاف ردها دون من رضيها وأعجب بها.

والعجب إنما يكون بوصف كمال من علم أو عمل، فإن انضاف إلى ذلك أن يرى حقًا له عند الله إدلالاً، فالعجب يحصل باستعظام ما عجب به، والإدلال يوجب توقع الجزاء، مثل أن يتوقع إجابة دعائه وينكر رده (١).

وكان حوشب يبكي ويقول: بلغ اسمي مسجد الجامع.

وعن عطاء بن مسلم أحسبه قال: كنت وأبو إسحاق ذات ليلة عند سفيان وهو مضطجع، فرفع رأسه إلى أبي إسحاق فقال: إياك والشهرة.

قال: وقال أبو مسهر: ما بينك وبين أن تكون من الهالكين إلا أن تكون من المعروفين (٢).

وقال عبد الله بن المبارك: كن محبًا للخمول كراهية الشهرة، ولا تظهر من نفسك أنك تحب الخمول فترفع نفسك (٣).

أخي المسلم:

قال علي رضي الله عنه: تبدل لا تشهر، ولا ترفع شخصك


(١) مختصر منهاج القاصدين، ص ٢٥٥.
(٢) التواضع والخمول، ص ١٣.
(٣) صفة الصفوة ٤/ ١٣٧.

<<  <   >  >>