للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغيظ ولعن الاعتقاد (١) ، واللعن أشد من السب وقارنه النبي صلّى الله عليه وسلّم بالقتل كما قال: «لعن المؤمن كقتله» (٢) .

وأما موقف ابن تيمية رحمه الله مما ورد في مساوئ الصحابة ومثالبهم فيمكن أن يفهم من مجموع كلامه أنه وضع قواعد ثابتة وسار عليها، ومن هذه القواعد:

القاعدة الأولى: أن ما يُذكر من المطاعن والمثالب على الصحابة نوعان:

الأول: منها ما هو كذب: إما كذب كله، وإما محرَّف قد دخله من الزيادة والنقصان والتغيير ما يخرجه إلى الذم والطعن، وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب يرويها الكذابون المعروفون بالكذب مثل أبي مخنف لوط بن يحيى (٣) ،

وهشام بن محمد بن السائب الكلبي (٤) ، وأمثالهما من الكذابين.

الثاني: ومنها ما هو صدق، وهذا قليل، ولهم معاذير تخرجها عن أن تكون ذنوباً، وتجعلها من موارد الاجتهاد، التي إن أصاب المجتهد فيها فله أجران، وإن أخطأ فله أجر، وعامة المنقول الثابت عن الخلفاء الراشدين من


(١) انظر: الصارم المسلول لابن تيمية ص٥٨٦، مجموع فتاوى ابن تيمية ٣٥/٥٨ - ٥٩، منهاج السنة النبوية له ٤/٤٦٨، ٥/١٢٦ - ١٤٧، وانظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ٧/١٢٤٦ - ١٢٧١.
(٢) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ١١/٥٣٧ كتاب الأيمان، باب من حلف بملة سوى ملة الإسلام، ومسلم في صحيحه كتاب الإيمان رقم (١١٠) .
(٣) أبو مخنف: لوط بن يحيى، أبو مخنف، شيعي محترق، وإخباري تالف، سئل عنه أبو حاتم فنفض يده وقال: أحد يسأل عن هذا؟.

انظر في ترجمته: الكامل لابن عدي ٦/٢١١٠، ميزان الاعتدال للذهبي ٣/٤٢٠، لسان الميزان لابن حجر ٤/٤٩٢.
(٤) هشام الكلبي: هشام بن محمد بن السائب الكلبي، أبو المنذر، الإخباري النساب، له تصانيف جمة، كذاب متشيع، ت سنة ٢٠٤هـ وقيل غير ذلك.
انظر في ترجمته: الفهرست لابن النديم ص١٤٠، وفيات الأعيان لابن خلكان ٥/١٣١، شذرات الذهب لابن العماد ٢/١٣، نزهة الألباء للأنباري ص٧٥.

<<  <   >  >>