للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنكار عليه من الحاكم، ولا ممن حضر المجلس وانتهى المجلس وقاضي الشافعية يقول: كل من تكلم في الشيخ يعزر (١) ، قال ابن عبد الهادي (ت - ٧٤٤هـ) رحمه الله بعد ذكره هذه المواقف: (والذين سعوا فيه معروفون عندنا، وعند كل أحد، قد اشتهر عنهم هذا الفعل الفظيع - وكذلك - من ساعدهم بقول، أو تشنيع، أو إغراء، إو إرسال رسالة، أو إفتاء، أو شهادة ... ) (٢) .

وامتحن ابن تيمية رحمه الله في عقيدته من قبل أهل الكلام محنة أشد من سابقتها، وذلك في الرسالة التي ألفها بعنوان (العقيدة الواسطية) ، فنوظر بسببها، وأوذي من أجلها سنة (٧٠٥هـ) ، فقد ورد مرسوم من السلطان أن يجمع الفقهاء والقضاة ثم يسأل ابن تيمية رحمه الله عن اعتقاده، وفعل الوالي ذلك، فأحضر الشيخ العقيدة الواسطية، وأخبر الحضور أنه كان قد كتبها قبل سبع سنين تقريباً، فقرئت العقيدة في المجلس، وأخرت بعض المواضع إلى مجلس آخر، حضر فيه الشيخ صفي الدين الهندي (٣) ،

فناقش ابن تيمية كثيراً لكنه لم يفلح؛ لأنه كما يصف ابن كثير (٧٧٤هـ) رحمه الله فقال: (ولكن ساقيته لاطمت بحراً) (٤) .

ثم إنهم اصطلحوا على أن يناظر ابن تيمية، أحد الذين يعرفون عنه جودة الذهن، وحسن البحث، ألا وهو كمال الدين ابن الزملكاني (ت - ٧٢٧هـ) ، حيث


(١) انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص٢٠١ - ٢٠٢، البداية والنهاية لابن كثير ١٤/٤، وقد أثنى ابن كثير رحمه الله على قاضي الشافعية وقال: (وكان القاضي إمام الدين معتقده حسناً، ومقصده صالحاً) .
(٢) العقود الدرية ص٢٠٢.
(٣) صفي الدين الهندي: محمد بن عبد الرحيم بن محمد الأرموي، أبو عبد الله الشافعي، المتكلم، ولد بالهند، سنة أربع وأربعين وستمائة، كان فاضلاً، خرج من دلهي فحج، وجاور بمكة ثم رحل إلى بلاد كثيرة، حتى استوطن دمشق، تصدى للإفتاء، ناصب العداء لابن تيمية، ت سنة ٧١٥هـ.

انظر في ترجمته: البداية والنهاية لابن كثير ١٤/٧٤، شذرات الذهب لابن العماد ٦/٣٧.
(٤) البداية والنهاية ١٤/٣٦.

<<  <   >  >>