للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللغة: الطروق: هو المجيء بالليل، والحي: واحد من أحياء العرب، إضم: جبل، قال الشاعر: وشمت برقاً على الجرعاء من إضم (١)، حُماة: منَعَة، رماة الحي: جمع رامٍ، وثُعَل: أبو حيّ من طي، وهو ثُعل بن عمرو، أخو نبهان، وهم الذين عناهم امرؤ القيس بقوله (٢): (من الرمل)

رُبَّ رامٍ مِن بَني ثُعَلٍ ... مُخرجٍ كَفَّيهِ في سترِه

وبنو ثعل مشهورون بإتقان الرمي، وقد أكثر الشعراء من نسبة ذلك إليهم، قال ابن قلاقس (٣): (من الوافر)

وحيّ من كنانةَ قد رمَوْني ... بما حوتِ الكنانةُ من سِهامِ

إذا انتَضلَوا وما ثَعِلٌ أبوهم ... أتوكَ بكلِ راميةٍ ورامِ

ومن هذه القبيلة عمرو بن المسبح الثعلي (٤)، الذي قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن مائة وخمسين سنة، وكان أرمى العرب بالسهام، وإياه عنى امرؤ القيس بقوله: رُبَّ رامٍ مِن بَني ثُعَلٍ ... .

قلت: وقد قال فيه أيضا: غادرون عمر أصحاب الفترات، ذكر ذلك ابن عبد البرفي كتاب الاستيعاب، وهذا من جملة ما استشهد به ابن قتيبة في كتابه طبقات الشعراء على قرب زمن امرئ القيس من زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه كان قبله بمقدار أربعين سنة.

الإعراب: إنّ: إنّ واسمها، أريد: / فعل مضارع في موضع خبر إنَّ، طروق: [٣٧ ب] منصوب على المفعول لأُريد، والحي: مضاف إليه إضافة معنوية، من إضم: مِن هنا لبيان الجنس، وقد حماه: هذه واو الحال، وقد حرف تقليل، حماه: فعل ماض، والهاء في موضع نصب على المفعولية، من ثعل: من هنا لبيان الجنس أيضا.

المعنى: يقول لصاحبه: الغي الذي طلبت إعانتك عليه وهو أني أريد طروق الحي، [أي] النزول على إضم ليلاً، وقد حماه رماة بني ثعل، وهم المقيمون في الحي، فهل لك في الإعانة على السير إليهم، وقد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طروق الرجل أهله ليلا ... [و] في ذلك فوائد، منها: استعداد المرأة لزوجها بإصلاح شأنها، ومنها أنّ في طروقه ليلا


(١) الذي جاء في الغيث المسجم ١/ ٣٥٦، وفي النسختين المخطوطتين: شبت بأعلى عائد من إضم، وقد بحثت كثيرا عن هذا الجزء من البيت فلم أعثر له على أصل، والذي وجدته الذي أثبته من تخميس قصيدة جيمية للعفيف التلمساني، والبيت بتمامه:
وشمت برقاً على الجرعاء من إضم ... قلبي عليك وطرفي غير مختلج
انظر: أعيان العصر، ص ٥٨٤٢ / (م).
(٢) ديوانه، ص ٧٥.، وفيه: مُتلجٍ.
(٣) ديوانه (م).
(٤) عمرو بن المسبح، ويقال: ابن المسيح بن كعب بن طريف بن عصر الثعلي الطائي، من بني ثعل بن عمرو بن غوث بن طيئ قال الطبري: عاش عمرو بن المسبح مائة وخمسين سنة، ثم أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووفد إليه، وأسلم، قال: وكان أرمى العرب. الاستيعاب ١/ ٣٧٢/ المكتبة الشاملة.

<<  <   >  >>