للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبلتها ورشفت خمرة ريقها ... فوجدت نار صبابة في كوثر

ودخلت جنة وجهها فأباحني ... رضوانها المرجو شرب المسكر

وقال التهامي (١): (من الوافر)

وَأقسمُ ما مُشعشعةٌ شَمولٌ ... ثَوَت في الدَن عاماً بَعدَ عامِ

إِذا ما شاربُ القوم اِحتَساها ... أَحَسَّ لَها دَبيباً في العِظامِ

بِأَطَيبِ من مُجاجتهنَّ طَعماً ... إِذا استيقظنَ من سِنَةِ المَنامِ

وَلَم أَشهدْ لَهُنَّ جَنىً وَلكن ... شَهدنَ بِذاك أَعواد البشامِ

وقال الشارح (٢): (من الخفيف)

وغزالٍ غزا فؤادي بسهمٍ ... وسنانٍ من طرفهِ الوسنانِ

كم سقاني من ثغرهِ كأس خمرٍ ... فرشفتُ السُّلافَ من أُقحوانِ

قال الطغرائي:

لعلَّ إِلمامةً بالجِزعِ ثانيةً ... يدِبُّ منها نسيمُ البُرْءِ في عللي

اللغة: لعل: كلمة ترج، وفيها عشر لغات، الإلمام: النزول، وقد ألمّ به / أي نزل [٤٨ أ] به وفي الحديث: إنّ مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا، أو ينم، أي يقرب من ذلك، الجزع: منعطف الوادي، دبّ على الأرض يدبّ دبيبا، وكل ماشٍ دابة، قال الشيخ جمال الدين بن نباتة: (الكامل)

وبمهجتي رشأٌ يميس قوامه ... فكأنّه نشوانُ من شفتيه

شغف العذار بخدّه ورآه قد ... نعست لواحظه فدبّ عليه (٣)

وقال الشارح (٤): (من المتقارب)

عذارُك والطرفُ يا قاتلي ... يحاكيهما الآسُ والنَّرجِسُ

وقد صارَ بينهما نسبةُ ... فهذا يدبُّ وذا ينعسُ

والنسيم: الريح الطيبة، وفي الحديث: بعثت في نسم الساعة (٥)، أي حين ابتدأت وأقبلت، برئت من المرض برأً، والعلل: جمع علة، وهي المرض.

الإعراب: لعل: من أخوات إنّ، وهي تنصب الاسم وترفع الخبر، إلمامة: اسمها، وثانية: صفة لها، ويدب: في موضع رفع على الخبر، منها: جار ومجرور، ومِن هنا


(١) ديوانه (م).
(٢) الغيث المسجم ١/ ٤٥٢
(٣) انظر: ثمرات الأوراق، ص ٩٢٦ / (م).
(٤) الغيث المسجم ٢/ ٩
(٥) انظر: مجمع الزوائد ١٠/ ٣١٢/ المكتبة الشاملة.

<<  <   >  >>