للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منازل العز، وكسب المجد بالحركة والإقدام على ركوب الأخطار؛ لنيل الأماني، وبلوغ الأوطار، ولله درّ القائل (١): (من السريع)

فَما قَضى حاجَتَهُ طالِبٌ ... فُؤادُهُ يَخفِقُ مِن رُعبِهِ

وَغايَةُ المُفرِطِ في سِلمِهِ ... كَغايَةِ المُفرِطِ في حَربِهِ

ومن الكلم النوابغ: صعود الآكام، وهبوط الغيطان، خير من القعود بين الحيطان، قال ابن نباتة السعدي (٢): (من الوافر)

ومن طلَبَ النجومَ أطالَ صبراً ... على بعد / المسافةِ والمنالِ ... [٥٢ ب]

وتثمِرُ حاجةُ المحتاجِ نجْحاً ... إذا ما كانَ فيه ذا احتِيالِ

ومما يُنسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه (٣): (مجزوء الرمل)

كِدَّ كَدَّ العبد إن آ ... ثرت أن تُصبح حرّا

لا تقل ذا مكسب يز ... ري سؤال الناس أزرى

وللسراج الوراق (٤): (من السريع)

دع الهوينا وانتصب واكتسب واكدح فنفس المرء كدّاحة

وكن عن الراحة في معزل فالصفح موجود مع الراحة

فإن جنحتَ إليه فاتَّخِذْ نَفَقاً ... في الأرضِ أو سلَّماً في الجوِّ فاعتزلِ

اللغة: جنح: إذا مال، والنفق: سرب في الأرض، والسّلّم: معروف، والجمع سلالم، اعتزل: اطلب العزلة، والمعتزلة لا نطيل بذكرهم، وذكر مسائلهم التي خالفوا فيها، ولماذا سموا معتزلة، فذلك كله معروف، قال الشافعي رضي الله عنه في مسألة أن العبد هل له مشيئة أم لا: (من المتقارب)

وما شئت كان وإن لم أشا ... وما شئت أن لم تشا لم يكن (٥)

خلقت العباد على ما علمتَ ... ففي العلم يجري الفتى والمُسِن

فمنهم شقي ومنهم سعيد ... ومنهم قبيح ومنهم حسن

على ذا مننت وهذا خذلتَ ... وهذا أعنتَ وذا لم تعن

قال الشارح: وبلغني أن الإمام فخر الدين شرح هذه الأبيات في مجلّدة، ولم أرَها، وهذه المسألة من أعظم مسائلهم، ثم ذكر الشارح بعد ذلك ما اتّفق للأئمة مع المعتزلة، وذكر المعتزلة بفرقهم ومسائلهم.


(١) للمتنبي، ديوانه ٢/ ٣٢٥
(٢) ديوانه (م).
(٣) البيتان في الغيث المسجم ٢/ ٥٠
(٤) ديوانه (م)
(٥) الأبيات في الغيث المسجم ٢/ ٥٣، وفي الوافي بالوفيات، ص ١١٧٥ (م).

<<  <   >  >>