للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لك النار (١).

هذا مجمل الحكم فيمن اتهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، بما برأها الله منه.

ويجدر بنا أن ننقل في هذا الموضع كلام الإمام ابن العربي فيما ذكره عن جماعة من الشافعية فقال: قال أصحاب الشافعي: من سب عائشة أدّب، كما في سائر المؤمنين، وليس قوله (إن كنتم مؤمنين) في عائشة، لأن ذلك كفر، وإنما هو كما قال: (لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه) ولو كان سلب الإيمان في سب عائشة حقيقة لكان سلبه في قوله (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) حقيقة.

قلنا - ابن العربي -: ليس كما زعمتم، إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله، ومن كذب الله فهو كافر، فهذا طريق قول مالك، وهي سبيل لائحة لأهل البصائر، ولو أن رجلاً سبها بغير ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب (٢).

قلت: المشهور عن أصحاب الإمام الشافعي - ما نقلته عن بعضهم - هو تكفيرهم من طعن في أم المؤمنين عائشة بما برأها الله منه.

وسبق الحكم: في أن من رمى أم المؤمنين عائشة وقذفها - بما برأها الله


(١) اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة: ٧/ ١٣٢٦، الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٣/ ٧٨
(٢) ابن العربي: أحكام القرآن: ٣/ ٣٦٦

<<  <   >  >>