للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أن يموت (١).

وقد أخرج الإمام اللالكائي بسنده عن عائشة: أنّها ذكرت عند رجل فسبها، فقيل: أتسب أمك؟ فقال: ما هي أمي. فبلغها، فقالت: صدق أنا أم المؤمنين، وأما الكافرين فلست لهم بأم.

وعنها قالت: لا ينتقصني أحد في الدنيا إلا تبرأت منه في الآخرة (٢).

وقال الإمام الآجري: وبلغني عن بعض الفقهاء من المتقدمين: أنه سئل عن رجلين حلفا بالطلاق، أحدهما: أن عائشة أمه، وحلف الآخر: أنها ليست أمه؟ فقال: إن كلاهما لم يحنث، فقيل له: كيف هذا؟ لا بد أن يحنث أحدهما، فقال: إن الذي حلف أنّها أمه هو مؤمن لم يحنث، والذي حلف أنّها ليست أمه، هو منافق لم يحنث.

وذكر الإمام ضياء الدين المقدسي: أن رجلاً نال من عائشة، فقام عمار بن ياسر يتخطى الناس فقال: اجلس مقبوحاً منبوحاً، أنت الذي تقع في حبيبة رسول الله، فوالله إنّها لزوجته في الدنيا والآخرة (٣).

فرضي الله تعالى عن الصديقة بنت الصديق، المبرأة من فوق سبع سماوات، فإنها لما اشتكت - أي ضعفت - جاء ابن عباس فقال: يا أم


(١) انظر: الحطاب: مواهب الجليل: ٨/ ٣٨٠
(٢) اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة: ٧/ ١٥٢٣، الآجري: الشريعة: ٥/ ٣٩٣٢
(٣) الآجري: الشريعة: ٥/ ٢٣٩٣، الهلالي: حديث الإفك: ٨٧، المقدسي: النهي عن سب الأصحاب: ١٨

<<  <   >  >>