للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غصب فاطمة حقها. وكانوا يلعنون أبا بكر، ومن أخرج العباس من الشورى، يعنون عمر ومن نفى أبا ذر، يعنون عثمان رضي الله عنهم.

وكذا كتب لعن الشيخين على أبواب الجوامع والمساجد، ولم تزل كذلك، حتى أزالت ذلك دولة الأتراك والأكراد نور الدين الشهيد صلاح الدين بن أيوب (١).

هذا كله، مع ما يحصل في أيام أعيادهم وأحزانِهم من بدع وسب وشتم ولعن، فهذا كله جعل بعض أهل السنة محبي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يهبون وينهضون للذب عنهم، والدفاع عن جنابهم الطاهر.

فهذا الخليفة القادر بالله: من خيار الخلفاء: وسادات العلماء في ذلك الزمان، صنف قصيدة فيها فضائل الصحابة وغير ذلك، فكانت تقرأ في حلق أصحاب الحديث كل جمعة في جامع المهدي، وتجتمع الناس لسماعها مدة خلافته (٢).

ولما ألف بعض الباحثين كتاباً سماه "البلاغ الأعظم والناموس الأكبر" وجعله ست عشرة درجة، أول درجة يدعو من يجتمع به أولاً، إن كان من أهل السنة، إلى القول بتفضيل علي على عثمان بن عفان، ثم ينتقل به إذا وافقه على ذلك إلى تفضيل علي على الشيخين أبي بكر وعمر، ثم يترقى به إلى سبهما؛ لأنّهما ظلما علياً وأهل البيت، ثم يترقى به إلى تجهيل الأمة


(١) ابن كثير: البداية والنهاية: ١١/ ٢٥٦ - ٢٨٤
(٢) ابن كثير: البداية والنهاية: ١١/ ٣٣١

<<  <   >  >>