للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضاً، لكن تكفير الواحد المعين منهم، والحكم بتخليده في النار، موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه، فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد، والتكفير والتفسيق، ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له (١).

والخلاصة أن القوم بين عمر والرازي:

فأما عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لما شتم ابنه عبيد الله، المقداد همّ عمر بقطع لسانه، فكلمة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال: ذروني أقطع لسان ابني، حتى لا يجترئ أحد من بعدي، فيسب أحداً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أبداً (٢).

وأما الإمام أبو زرعة الرازي فقد قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بِهم أولى، وهم زنادقة (٣).

(تتمة): بعد خوض غمار السباب واللعن نشير إلى مسألتين تحتاج إلى


(١) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: ٢٨/ ٥٠٠
(٢) اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة: ٧/ ١٣٣٦
(٣) الخطيب: الكفاية: ٤٩

<<  <   >  >>