للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مذهب الشافعي، أيضاً نزاع في كفرهم (١).

وقال رحمه الله: والخوارج هم أول من كفر المسلمين، يكفرون بالذنوب، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون دمه وماله (٢).

وقال: وقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بذمهم. خرّج مسلم في صحيحه حديثهم من عشرة أوجه، وخرجه البخاري من عدة أوجه، وخرجه أصحاب السنن والمسانيد أكثر من ذلك (٣).

وقد اختلف العلماء في تكفير الخوارج على قولين:

القول الأول: أنّهم بغاة فساق، وأن حكم الإسلام يجري عليهم؛ لتلفظهم بالشهادتين ومواظبتهم على أركان الإسلام، وإنما فسقوا بتكفير المسلمين، مستندين إلى تأويل فاسد جرهم إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك، وهو قول الأكثر من أهل العلم.

القول الثاني: أنّهم كفار كالمرتدين، يجوز قتلهم ابتداءً، وقتل أسيرهم، وإتباع مدبرهم، ومن قدر عليه منهم استتيب كالمرتد، فإن تاب وإلا قتل،


(١) ابن تيمية: مجموع الفتاوى:٢٨/ ٥١٨
(٢) ابن تيمية: مجموع الفتاوى:٣/ ٢٧٩
(٣) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: ٤/ ٥٠٠

<<  <   >  >>