للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حسن، وقد صححه الحاكم (١).

وعن عبد الله بن بسر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله) (٢).

وروى عن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة كتب إلى سالم بن عبد الله أن اكتب إليّ بسيرة عمر بن الخطاب لأعمل بِها، فكتب إليه سالم: إن عملت بسيرة عمر، فأنت أفضل من عمر؛ لأن زمانك ليس كزمان عمر، ولا رجالك كرجال عمر. وكتب إلى فقهاء زمانه، فكلهم كتب إليه بمثل قول سالم (٣).

قال الإمام القرطبي: قال الإمام ابن عبد البر: فهذه الأحاديث تقتضي مع تواتر طرقها وحسنها، التسوية بين أول هذه الأمة وآخرها، والمعنى في ذلك ما تقدم ذكره: من الإيمان والعمل الصالح في الزمان الفاسد الذي يرفع فيه من أهل العلم والدين، ويكثر فيه الفسق والهرج، ويذل المؤمن، ويعز الفاجر، ويعود الدين غريباً كما بدأ غريباً، ويكون القائم فيه كالقابض على الجمر، فيستوي حينئذ أول هذه الأمة بآخرها في فضل العمل إلا أهل بدر والحديبية (٤).


(١) ابن حجر: فتح الباري:٧/ ٩
(٢) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب الزهد باب في طول العمر للمؤمن (٢٣٢٩)
(٣) القرطبي: مرجع سابق: ٤/ ١٧٠
(٤) القرطبي: مرجع سابق.

<<  <   >  >>