للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزمانين خير، وهذا الاشتباه مندفع بقوله عليه الصلاة والسلام: (خير القرون قرني) قاله الإمام النووي (١).

وقال الإمام العيني في حديث ابن أبي شيبة: إنه لا يقاوم المسند الصحيح.

قلت: ويمكن الإجابة عنه، وعن حديث (للعامل منهم أجر خمسين) بم ذكره الحافظ ابن حجر، بأنها لا تدل على أفضلية غير الصحابة على الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن مجرد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة. وأيضاً فالأجر إنما يقع تفاضله بالنسبة إلى ما يماثله في العمل، فأما ما فاز به من شاهد النبي صلى الله عليه وسلم من زيادة فضيلة المشاهدة، فلا يعدله فيها أحد. وقال أيضاً: وأما حديث أبي جمعة، فلم تتفق الرواة على لفظ، فقد رواه بعضهم بلفظ: الخيرية، ورواه بعضهم بلفظ: قلنا يا رسول الله: هل من قوم أعظم منا أجراً " الحديث أخرجه الطبراني وإسناد هذه الرواية أقوى من إسناد الرواية المتقدمة، وهي توافق حديث أبي ثعلبة عند أبي شيبة، وقد تقدم الجواب عنه (٢).

وأما حديث عمر عند أبي داود الطيالسي، فإسناده ضعيف فلا حجة فيه (٣) وعليه: فلا قول لأحد بعد قول النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام:


(١) انظر: ابن حجر: فتح الباري:٧/ ٩
(٢) العيني: عمدة القارئ: ١١/ ٣٧٣، ابن حجر: مرجع سابق.
(٣) العيني: مرجع سابق

<<  <   >  >>