للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصحابة رضي الله عنهم لما ثبت من الثناء عليهم في الكتاب والسنة؛ لأن القرآن أنزل على لغتهم، فالغلط أبعد عنهم من غيرهم؛ ولأنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أشكل عليهم , وأكثرهم تفسيراً، حبر الأمة وبحرها عبد الله بن عباس.

ثم ذكر خمسة أوجه لتقديم ما صح من تفسير ابن عباس على غيره (١). وقال الإمام ابن القيم: ولهذا كان الصحابة أعرف الأمة بالإسلام وتفاصيله وأبوابه وطرقه، وأرشد الناس رغبة فيه، ومحبة له، وجهاداً لأعدائه، وتكلماً بأعلامه بالأمة، وتحذيراً من خلافه لكمال علمهم بضده، فجاءهم الإسلام وكل خصلة منه مضادة لكل خصلة مما كانوا عليه فازدادوا له معرفة وحباً وفيه جهاداً بمعرفتهم بضده، وقال: والصحابة أفضل الناس في الرأي، والمقصود أن أحداً ممن بعدهم لا يساويهم في رأيهم، وكيف يساويهم وقد كان أحدهم يرى الرأي فينزل القرآن بموافقته، ففهمهم أولى من فهم غيرهم (٢)

قلت: ولقد تعامل العلماء العاملون بما جرى من الفتن بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمنهج المعتدل، الذي يزن الأمور بميزان الشرع، ويضع الأمور في نصابها.

يقول الإمام الطحاوي: ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم


(١) ابن الوزير: إيثار الحق على الخلق: ٣٧٠
(٢) ابن القيم: مفتاح دار السعادة: ١/ ٢٩٥، ابن القيم: إعلام الموقعين: ١/ ٨١، ابن حجر: فتح الباري: ٢/ ٤٠

<<  <   >  >>