للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والذب عن أفضل وخير أمته.

ومن الشواهد:

[١] في صحيح الإمام البخاري: أن النبي صعد المنبر، ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أوصيكم بالأنصار، فإنّهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم)، وقال: الأنصار كرشي وعيبتي، والناس سيكثرون ويقلون، فاقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم). (١)

قال الإمام النووي: الأنصار كرشي وعيبتي: قال العلماء معناه: جماعتي وخاصتي الذي أثق بهم، وأعتمدهم في أموري. قال الخطابي: ضرب مثلاً بالكرش؛ لأنه مستقر غذاء الحيوان الذي يكون به بقاؤه، والعيبة: وعاء معروف أكبر من المخلاة، يحفظ الإنسان فيها ثيابه وفاخر متاعه ويصونها، ضربها مثلاً؛ لأنّهم أهل سره، وخفي أحواله (٢)

ولذا قال عليه الصلاة والسلام: (الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله) (٣)

قال العلامة التوربشتي: الكرش لكل مجتر بمنزلة المعدة للإنسان،


(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " اقبلوا من محسنهم " (٣٧٩٩)
(٢) النووي: شرح مسلم: ١٦/ ٣٠٢
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار، باب حب الأنصار من الإيمان (٣٧٨٣)

<<  <   >  >>