للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعرب تستعمل الكرش في كلامهم موضع البطن والبطن مستودع مكتوم السر، والعيبة: مستودع مكنون المتاع، والأول أمر باطن، والثاني أمر ظاهر، ويحتمل أنه ضرب المثل بهما إرادة اختصاصهم به في أموره الظاهرة والباطنة (١).

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أبغضهم أبغضه الله): قال ابن التين: يريد حب جميعهم وبغض جميعهم، لأن ذلك إنما يكون للدين، ومن أبغض بعضهم لمعنى يسوغ له البغض فليس داخلاً في ذلك.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وهو تقرير حسن (٢)

وتعقبه الإمام العيني وقال: وقال غيره: هذا مما لا يجوز، فهو إثم، قال الدراوردي: هو من الكبائر وليس من النفاق (٣)

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فاقبلوا من محسنهم وتجاوزا عن مسيئهم):

فاقبلوا من محسنهم: أي إن أتوا بعذر مما صدر منهم.

وتجاوزوا عن مسيئهم: أي إن عجزوا عن عذر، والتجاوز عن المسيء مخصوص بغير الحدود وحقوق الناس (٤)

قال الإمام ابن حزم: وكيف يتجاوز عن مسيء الأنصار، وقد قال


(١) المباركفوي: تحفة الأحوذي: ١٠/ ٣٧٥
(٢) ابن حجر: فتح الباري: ٧/ ١٤٢
(٣) العيني: عمدة القاري: ١١/ ٥٠١
(٤) المباركفوري: مرجع سابق: ١٠/ ٣٧٥

<<  <   >  >>