للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان، فذكر عن محاسن عمله، قال: لعل ذلك يسوؤك؟ قال: نعم: قال: فأرغم الله بأنفك، ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله قال: هو ذاك، بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: لعل ذاك يسوؤك؟ قال: أجل، قال: فأرغم الله بأنفك، انطلق فاجهد على جهدك (١).

فابن عمر رضي الله عنهما ذكر محاسن عثمان وعلي، ثم قال له: "فأرغم الله بأنفك" أي أوقع الله بك السوء؛ لأن الرجل كان يسوؤه ذكر محاسن عثمان وعلي رضي الله عنهما، ثم قال له ابن عمر، "فاجهد عليّ جهدك": أي أبلغ غايتك في هذا الأمر، واعمل في حقي ما تستطيع وتقدر، فإن الذي قلته لك الحق، وقائل الحق لا يبالي بما قيل في حقه من الباطل.

وجاء في رواية عطاء بن السائب عن سعد بن عبيد في هذا الحديث: فقال الرجل: فإني أبغضه، قال ابن عمر: أبغضك الله تعالى (٢).

- وها هو ابن عمر رضي الله عنهما يذب عن عثمان رضي الله عنه:

فعن عثمان هو ابن موهب قال: جاء رجل من أهل مصر وحج البيت، فرأى قوماً جلوساً فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا: هؤلاء قريش، قال فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر، قال يا ابن عمر إني سائلك عن شيء فحدثني عنه: هل تعلم أن عثمان فرّ يوم أحد؟ قال: نعم، فقال: تعلم أنّه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم، قال الرجل: هل تعلم أنّه


(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي بن أبي طالب (٣٧٠٤)
(٢) ابن حجر: فتح الباري: ٧/ ٩١، العيني: عمدة القاري:١١/ ٤٤٥

<<  <   >  >>