للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن عمر، قال في هذه: فشمال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير لي من يميني (١).

فقال له ابن عمر: "اذهب بها الآن معك": أي اقرن هذا عذر بالجواب، حتى لا يبقى لك فيما أجبتك به حجة على ما كنت تعتقده من عيبة عثمان. وقال الطيبي: قال له ابن عمر تهكماً به، أي: توجه بما تمسكت به فإنه لا ينفعك بعد ما بينت لك (٢).

ولذا ذكر أهل العلم في انتقام الله وانتصاره ممن آذى عثمان عجبا منها:

ما أخرجه الإمام اللالكائي بسنده عن محمد بن سيرين قال: كنت أطوف بالكعبة فإذا رجل يقول: اللهم اغفر لي، وما أظن أن تغفر لي، قلت: يا عبد الله ما سمعت أحداً يقول كما تقول؟ قال: إني كنت قد أعطيت الله عهداً إن قدرت أن ألطم وجه عثمان بن عفان لطمته، فلما قتل ووضع على سرير في البيت، والناس يصلون عليه، دخلت كأني أصلي فوجدت خلوة فرفعت الثوب عن وجهه فلطمته وتنحيت عنه وقد يبست يميني، فإذا هي يابسة سوداء كأنها عود شيز (٣).

وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان من الذين قال الله - عز وجل -: [وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى


(١) ابن حجر: فتح الباري: ٧/ ٧٣، العيني: عمدة القاري: ١١/ ٤٣١
(٢) ابن حجر: فتح الباري:٧/ ٧٣، العيني: عمدة القاري: ١١/ ٤٣١
(٣) اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة: ٧/ ١٣٢٩، ابن كثير: البداية والنهاية: ٧/ ١٨٠

<<  <   >  >>