للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العاشر، قال: فقالوا: من هو؟ فسكت قال: فقالوا: من هو؟ فقال: هو سعيد بن زيد (١).

وكذا أنكر رضي الله عنه على الخطيب الظالم الذي عرض بعلي رضي الله عنه فقال: ألا ترى إلى هذا الظالم، فأشهد على التسعة إنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لم أيثم، وجاء عند الترمذي: أن منهم أبو عبيدة بن الجراح (٢).

قال العلامة المناوي: تبشير العشرة لا ينافي تبشير غيرهم أيضاً في غير ما خبر، لأن العدد لا ينافي الزائد. وقال سويد بن غفلة: كانت الخثعمية تحت الحسن، فلما قتل علي وبويع الحسن، دخل عليها، فقالت: لتهنك الخلافة، فقال: أظهرت الشماتة بقتل علي، أنت طالق ثلاثاً، فقالت: والله ما أردت هذا، ثم بعث إليها بعشرين ألفاً فقالت: متاع قليل من حبيب مفارق (٣).

ولما كان ما كان بين علي ومعاوية رضي الله عنهما من الحروب والفتن تطول عليهما بعض الجهلة وبعض من لا علم عنده، وإلا فإن معاوية رضي الله عنه كان يعترف بالفضل لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه. وذلك أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال: والله إني لأعلم أنّه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني، ولكن


(١) أخرجه أبو داود في سننه كتاب السنة باب في الخلفاء: (٤٦٣٧)
(٢) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب المناقب باب مناقب عبد الرحمن بن عوف (٣٧٥٦)
(٣) المباركفوري: تحفة الأحوذي: ١٠/ ٢٣٣، الذهبيِ: سير أعلام النبلاء: ٤/ ١٣٥

<<  <   >  >>