للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التدليس بالمعنى عند المحدثين، وهو المذموم، وإنما أرادوا معنى آخر، وإليك مقالة شعبة، قال يزيد بن هارون سمعت شعبة يقول: أبو هريرة كان يدلس، أي يروي ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يميز بين هذا وهذا (١).

وقال إبراهيم النخعي: كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة، وقال: ما كانوا يأخذون بكل حديث أبي هريرة وقال: كانوا يرون في حديث أبي هريرة شيئاً، وما كانوا يأخذون بكل حديث أبي هريرة إلا ما كان من حديث صفة جنة أو نار، أو حث على عمل صالح، أو نهي عن شر جاء القرآن به (٢).

وقد قال الإمام الذهبي: هذا لا شيء، بل احتج المسلمون قديماً وحديثاً بحديثه؛ لحفظه وجلالته وإتقانه، وفقهه وناهيك أن مثل ابن عباس يتأدب معه، ويقول: أفت يا أبا هريرة.

وقال الإمام ابن كثير: وقد انتصر ابن عساكر لأبي هريرة، ورد هذا الذي قاله إبراهيم النخعي، وقد قال ما قاله إبراهيم لطائفة من الكوفيين والجمهور على خلافهم (٣).

قال أبو صالح: كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن بأفضلهم.


(١) أبو شهبة: دفاع عن السنة: ١١٠
(٢) الذهبي: مرجع سابق: ٣/ ٥٢٥، ابن كثير: البداية والنهاية: ٨/ ١٠٥
(٣) مراجع سابقة.

<<  <   >  >>