للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استخلف، فعزل خالد بن الوليد، وولي أبا عبيدة بن الجراح، فبلغ عمر أن أبا عبيدة حُصر بالشام، ونال منه العدو، قال زيد عن أبيه: بلغني أن معاذاً سمع رجلاً يقول: لو كان خالد بن الوليد، ما كان بالناس دونك، وذلك في حصر أبي عبيدة، فقال معاذ: فإلى أبي عبيدة تضطر المعجزة لا أبا لك، والله إنّه لخير من بقي على الأرض (١).

ولما قالوا لعثمان استخلف، أي للحج؛ لأنه أصابه رعاف سنة الرعاف، حتى تخلف عن الحج وأوصى، فقالوا له: استخلف، فقال عثمان: قالوا: الزبير؟ قالوا: نعم، قال: أما والذي نفسي بيده إن كان لأخيرهم ما علمت، وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (٢).

وأختم بما أورده ضياء الدين المقدسي بسنده قال: بلغ ابن عمر أن رجلاً نال من عثمان، فدعاه فأقعده بين يديه فقرأ عليه [لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ] قال: من هؤلاء أنت؟ قال: لا، ثم قال: [وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ] أمن هؤلاء أنت؟ قال: لا، ثم قال: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا


(١) الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٣/ ٧
(٢) الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٤/ ٢٤

<<  <   >  >>