للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دون سائر الصحابة، أو كرم الله وجهه، وهذا وإن كان معناه صحيحاً، ولكن ينبغي أن يسوّي بين الصحابة في ذلك، فإن هذا من باب التعظيم والتكريم، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه رضي الله عنهم أجمعين.

ولكننا نُنازع في إضفاء صبغة الخصوصية المطلقة على ذات الإمام، ثم إيراد روايات مكذوبة عنه، وفي المقابل إضفاء صبغة الحقد والكراهية على بقية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع أن التاريخ أثبت، والشواهد أكدت، حسن الصحبة بين أئمة أهل البيت، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن باب الامتثال لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته (١)، قمت بمحاولة للدفع عنهم، والانتصار لهم، والذب عن أعراضهم، رجاء أن يحشرني الله تعالى معهم يوم الدين. يقول الإمام ابن كثير: والأحاديث في فضل الصحابة رضي الله عنهم والنهي عن التعرض بمساويهم كثيرة، ويكفيهم ثناء الله عليهم ورضاه عنهم (٢).

وأخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: وماذا أعددت لها؟ قال: لا


(١) أخرجه أبو داود في سننه كتاب الأدب باب من رد عن مسلم غيبة (٤٨٧٦)
(٢) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٤/ ٢١٩

<<  <   >  >>