شيء، إلا أني أحب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنت مع من أحببت. قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم، أنت مع من أحببت. قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم (١).
[٧] كثرة الدس في كتب التاريخ، ظاهرة منتشرة عند القوم.
فهي مشحونة بالروايات المكذوبة والضعيفة والمنكرة التي تذكر وفيها مطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وبما أن كتب التاريخ يغلب عليها النقل دون التمحيص في الرواية، فقد نقل جماعة من أهل السنة في مصنفاتهم كثيراً من روايات القوم، دون بيان حكم في الغالب، استناداً منهم على نقل الروايات بما سُمعت، وسردها سنداً، والخروج بذلك عن عهدة الملامة والعتب.
ولذا ينبغي التنبه للروايات التاريخية، والحذر من المصادر غير الموثوقة. وفي كتب أهل السنة من الصحاح والسنن والمسانيد والمصنفات والأجزاء غنية، وكذا في كتب التاريخ الممحصة للروايات.
وقد ظهر جماعة كانوا يتتبعون الأحاديث الرديئة التي كتبت وفيها تنقص لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ولذا كان الإمام أحمد ينهى عن كتابتها وتتبعها، وقال: لا أرى لأحد
(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب مناقب عمر بن الخطاب (٣٦٨٨)