للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعليه فيوقف في القراءة على قوله: [التَّوْرَاةِ].

وقيل: هما مثل واحد، وهو قول مجاهد، يعني: أن هذه صفتهم في التوراة والإنجيل.

ويكون الوقف على [الْأِنْجِيلِ]، ويبتدئ بقوله: [كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ] على معنى: وهم كزرع (١).

وعلى كلا القولين هو شرف لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم خلصت نياتهم وحسنت أعمالهم، فكل من نظر إليهم أعجبوه في سمتهم وهديهم.

وقال الإمام مالك: بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابةرضي الله عنهم الذين فتحوا الشام يقولون: والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا.

قال الإمام ابن كثير: وصدقوا في ذلك فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة وأعظمها وأفضلها، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نوّه الله تعالى بذكرهم في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة (٢).

فذكر الله تعالى وصفهم الذي وصفوا به في التوراة، بأنهم في أكمل الصفات، وأجل الأحوال " والأولى حمل قوله تعالى [وَالَّذِينَ مَعَهُ] على عموم الصحابة، لا على أصحاب الحديبية فقط" (٣)، ولذا قال الإمام


(١) مرجع سابق، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، ١٦/ ٢٥٠، أبو حيان: البحر المحيط: ٩/ ٥٠١
(٢) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٤/ ٢١٩
(٣) الشوكاني: مرجع سابق: ٤/ ١٢٥

<<  <   >  >>