للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء في الإنجيل: سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر (١).

وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي: وما تضمنته الآية من المثل المذكور في الإنجيل المضروب للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأنهم يكونون في مبدأ أمرهم في قلة وضعف، ثم بعد ذلك يكثرون ويقوون، جاء موضحاً في آيات من كتاب الله تعالى كقوله: [وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ] وقوله: [وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ] وقوله: [الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ] إلى غير ذلك من الآيات (٢).

ثم ذكر الله سبحانه وتعالى علة تكثيره لأصحابه وتقويته لهم، فقال سبحانه: [لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ] أي حين يرون اجتماعهم وشدتهم على أعداء دينهم (٣).

ثم ختم سبحانه وتعالى الآية بوعده لهم بالمغفرة والأجر العظيم، فقال سبحانه: [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ] ومنهم هنا: لبيان الجنس، لا للتبعيض، [مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً] أي ثواباً جزيلاً،


(١) المنصوري: المقتطف: ٥/ ٥٤، الشوكاني: فتح القدير: ٤/ ١٢٦
(٢) الشنقيطي: أضواء البيان: ١٧٦٩
(٣) السعدي: تيسير الكريم المنان: ٧٤٠

<<  <   >  >>