للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورزقاً كريماً، ووعد الله حق وصدق لا يخلف ولا يبدل (١).

قال الإمام القرطبي: وقد يخصص أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بوعد المغفرة، تفضيلاً لهم، وإن كان وعد الله جميع المؤمنين بالمغفرة (٢).

٩) قال ابن أبي ليلى: الناس على ثلاثة منازل: المهاجرون، والذين تبوءوا الدار والإيمان، والذين جاؤوا من بعدهم، فاجهد ألا تخرج من هذه المنازل (٣).

وقد قسمهم الله تعالى في قوله سبحانه: [لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ] الحشر ٨ - ١٠

فذكر الله جل وعلا بعض خصائصهم ومناقبهم، وقد جعل سبحانه


(١) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٤/ ٢١٩، أبو حيان: البحر المحيط: ٩/ ٥٠٣، السيوطي: الإكليل ٣/ ١١٩٢
(٢) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٦/ ٢٥١
(٣) القرطبي: مرجع سابق: ١٨/ ٣٠

<<  <   >  >>