للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنه بما أعطاهم من النعيم المقيم، والفوز العظيم والفضل العميم (١).

ب) قال الله تعالى [فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى] الليل ٥ - ٧، أي أعطي حقوق ماله، واتقى ربه، واجتنب محارمه.

[وصَدَّقَ بِالْحُسْنَى]: قيل: صدق بالخلف من الله، وقيل: بلا إله إلا الله، وقيل: بالجنة، قال الإمام الشوكاني: وصدق بالخلف من الله تعالى أولى.

[فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى] قيل: للخير، وقيل: للجنة.

والشاهد: أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فعن عامر بن عبد الله بن الزبير قال: كان أبو بكر الصديق يعتق على الإسلام بمكة، فكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن، فقال له أبوه: أي بني: أراك تعتق أناساً ضعفاء، فلو أنك تعتق رجالاً جلداء يقومون معك، ويمنعونك، ويدفعون عنك، فقال: أي أبت، إنما أريد - أظن قال - ما عند الله، قال: فحدثني بعض أهل بيتي: أن هذه الآية نزلت فيه (٢).

وعلى كل الأقوال والأحوال فإن الصحابة رضي الله عنهمأولى من يدخل في


(١) القرطبي: مرجع سابق: ١٨/ ٢٦٠، أبو حيان: مرجع سابق: ١٠/ ١٣١، الشوكاني: مرجع سابق: ٤/ ٢٣٢، السعدي: مرجع سابق: ٧٨٧ المنصوري: مرجع سابق: ٥/ ٢١٤، الشنقيطي: أضواء البيان: ١٨٤٩
(٢) ابن كثير: مرجع سابق: ٤/ ٥٥٥، أبو حيان: مرجع سابق: ١٠/ ٤٩٢، الشوكاني: مرجع سابق: ٤/ ٥٠٥

<<  <   >  >>