للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معرض هذه الآيات لما ذكر.

الثاني: في قوله سبحانه [ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ] الواقعة ١٣ - ١٤، وهو تقسيم للمقربين الذين قال الله جل وعلا عنهم

[وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ، أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ] وهم الذين وصفهم المولى سبحانه بقوله [إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ، عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ، تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ، يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ، خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ، وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ، عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ] المطففين ٢٢ - ٢٨

قال الإمام القرطبي: أي يشرب منها أهل جنة عدن، وهم أفاضل أهل الجنة (١).

واختلف المفسرون في تعيين المراد من قوله تعالى [ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ] فقيل: المراد بالأولين: الأمم الماضية، وبالآخرين: هذه الأمة، وهذا اختيار الإمام ابن جرير الطبري.

وقيل: المراد بالأولين: أي من صدر هذه الأمة، وبالآخرين: من هذه الأمة أيضاً، فالجميع من هذه الأمة. وهو اختيار الإمام ابن كثير، وقال: ولا شك أن أول كل أمة خير من آخرها، فيحتمل أن تعم الآية جميع الأمم كل أمة بحسبها. وروي عن عائشة أنّها قالت: الفرقتان في كل أمة نبي، في


(١) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٩/ ٢٣٣

<<  <   >  >>