للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شرعه لعباده، واختار هذا الإمام ابن جرير، وقواه العلامة الشوكاني.

وعليه فالأية دليل مؤكد واضح على فضل الصحابة رضي الله عنهم، إذ هم رأس وهرم المصدقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد الله تعالى لهم بأنهم أهل التقوى والإحسان [لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ] (١) الزمر ٣٤.

هـ) ومما يدل على فضلهم رضي الله عنهم على رأي بعض أهل التفسير، ما جاء في قوله سبحانه وتعالى [أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ] الحج ٣٩ - ٤١

قال الإمام الحبر ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: المراد: المهاجرون والأنصار والتابعون لهم بإحسان.

وقال قتادة: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم (٢).

ومن الآيات التي وصفتهم بوصف الإيمان قوله جل شأنه: {قل


(١) ابن كثير: مرجع سابق: ٤/ ٥٨، القرطبي: مرجع سابق: ١٥/ ٢٢٥، أبو حيان: مرجع سابق: ٩/ ٢٠٣، الشوكاني: مرجع سابق: ٣/ ٥٩٥، السعدي: مرجع سابق ٦٧٠، المنصوري: مرجع سابق: ٤/ ٤٥٣
(٢) القرطبي: مرجع سابق: ١١/ ٧٠، أبو حيان: مرجع سابق: ٧/ ٥١٨.

<<  <   >  >>