للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: ولاشك أن في هذا فضل ومزية، وإن كان القول الحق أن المراد: الملائكة: الذين هم سفراء بين الله وبين عباده، ولذا قال الإمام ابن العربي: لقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كراماً بررة، ولكن ليسوا بمرادين بِهذه الآية ولا قاربوا المرادين بها، بل هي لفظة مخصوصة بالملائكة عند الإطلاق، ولا يشاركهم فيها سواهم، ولا يدخل معهم في متناولها غيرهم (١).

ز) وقال الله جل شأنه [قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى] النمل ٥٩.

أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وعلل ما اتصف به سبحانه من الصفات العلى والأسماء الحسنى.

واختلف المفسرون في الآية في موضعين:

الأول: قوله سبحانه: [قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ] من المخاطب بِها؟

فقيل: المخاطب بِها لوط عليه السلام، والمعنى قل الحمد لله على هلاك كفار قومه، وعزا هذا القول الإمام ابن عطية للإمام الفراء.

وقيل: المخاطب بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى: قل الحمد لله على هلاك كفار الأمم الخالية، قال الإمام النحاس: وهو أولى لأن القرآن منزّل على النبي صلى الله عليه وسلم، وكل ما فيه فهو مخاطب به، إلا ما لم يصح معناه إلا لغيره.

الثاني: قوله سبحانه [وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى]:

وهي الشاهد فيما نحن بصدده، من بيان فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:


(١) ابن العربي: محمد: الإمام: أحكام القرآن: دار الكتب العلمية بيروت ط١ ١٤٢٤هـ (٤/ ٣٦٣).

<<  <   >  >>