للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعم (١).

ص) وقال سبحانه وتعالى [إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ

مَعَنَا] التوبة ٤٠.

دلت هذه الآية على فضل الصديق، وعلو مكانته، وجليل صحبته، قال الإمام أبو حيان: وهذه الآية منوهة بقدر أبي بكر وتقدمه وسابقته في الإسلام (٢)، ولذا نص العلماء: أن من أنكر صحبة عمر وعثمان أو غيرهما من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم فهو كذاب مبتدع، وأما من أنكر صحبة الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر، لأنه ورد نص القرآن (٣).

وما أجمل ما سطرته بنان الإمام الفذ القيِم شمس الدين ابن القيم فقال:

كانت تحفة ثاني اثنين مدخرة للصديق دون الجميع، فهو الثاني في الإسلام، وفي بذل النفس، وفي الزهد، وفي الصحبة، وفي الخلافة، وفي العمر، وفي سبب الموت؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مات عن أثر السم، وأبو بكر سُم


(١) ابن كثير: مرجع سابق: ١/ ١٦٨، القرطبي: مرجع سابق: ٢/ ٩٣، الشوكاني: مرجع سابق: ١/ ١٢١، المنصوري: المقتطف: ١/ ١٤٩
(٢) أبو حيان: البحر المحيط: ٥/ ٤٢١
(٣) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ٨/ ١٣٣، ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٢/ ٣٧٢، الشوكاني: فتح القدير: ٢/ ٢٤١، المنصوري: المقتطف: ٢/ ٣٨٩

<<  <   >  >>