للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الإيمان. {فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ]: شكراً لهم على ما في قلوبِهم، وزادهم هدى (٢).

ومعلوم أن الإيمان قول وعمل، وهم رضي الله عنهم، حققوا الإيمان أكمل تحقيق، فالقول قولان: قول اللسان، وقول القلب، والعمل عملان: عمل القلب، وعمل الجوارح.

(والإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا لله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) (١).

فأعلى ما تلهج به ألسنتهم شهادة التوحيد، فبها أسلموا، وبِها قاتلوا وجاهدوا، وبِها لقوا ربّهم، وهم أهل الإخلاص واليقين، وأهل المحبة والخوف من رب العالمين، هم الصادقون في أقوالهم، المصدقون ذلك بأفعالهم، مُلئت قلوبُهم إيماناً، وجوارحهم إحساناً، قال تعالى مثنّياً عليهم مخاطباً المنافقين: [وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ] البقرة ١٣.

والمصدقون بشرعه: هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (٢).

١٢) ومن الآيات الكريمات الشريفات التي أثنت على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وعطرتهم بالذكر الحسن قوله سبحانه وتعالى: [إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ


(١) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان باب أمور من الإيمان (٩)
(٢) القرطبي: الجمع لأحكام القرآن: ١/ ٢٥١، أبو حيان: البحر المحيط: ١/ ١١١، الشوكاني: فتح القدير: ١/ ٣٧

<<  <   >  >>