لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً] الأحزاب ٣٣، وهذه آية ضمن آيات في سورة الأحزاب تحدثت عن شأن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين، وهي تدل على الفضائل والمناقب من أوجه:
أولاً: أن الله عز وجل أراد إذهاب الرجس عنهم، وهذا فضل منه سبحانه ومنة.
وقال أهل التفسير: إن المراد بالرجس في الآية: الإثم.
قالوا: وقوله جل شأنه: [إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ] هو تعليل لأمرهن ونَهيهنّ. قال الإمام أبو حيان: ثم بين أن أمرهن ونَهيهنّ ووعظهن إنما هو لإذهاب المأثم عنهن، وتصونهنّ بالتقوى، واستعار الرجس للذنوب، والطهر للتقوى؛ لأن عرض المقترف للمعاصي يتدنس بِها ويتلوث، كما يتلوث بدنه بالأرجاس.
وأما الطاعات فالعرض معها مصون كالثوب الطاهر، وفي هذه الاستعارة تنفير عما نَهى الله تعالى عنه، وترغيب فيما أمر به، والرجس: يقع على الإثم والعذاب وعلى النجاسة وعلى النقائص، فأذهب الله تعالى جميع
(١) ابن العربي: أحكام القرآن: ٣/ ٥٧١، النووي: شرح صحيح مسلم: ١٥/ ٢٠٤