للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك عن أهل البيت (١).

ثم قال سبحانه [وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً] قال الإمام الشوكاني: أي يطهركم من الأرجاس والأدران تطهيراً كاملاً. وقال العلامة الشنقيطي: وفي هذه الآية يعني: أنه يذهب الرجس عنهم، ويطهرهم بما يأمر به من طاعة الله تعالى، وينهى عنه من معصيته؛ لأن من أطاع الله تعالى أذهب عنه الرجس، وطهره من الذنوب تطهيرا (٢).

وأولى من يدخل في هذه الآية هم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته، فقرابته، أحق بِهذه التسمية (٣).

وقال الإمام أبو حيان: بل يظهر أنهن أحق بهذا الاسم؛ لملازمتهن بيته. ونقل عن الإمام ابن عطية قوله: والذي يظهر أن زوجاته لا يخرجن عن ذلك البتة، فأهل البيت: زوجاته وبنته وبنوها وزوجها. ونقل عن الإمام الزمخشري قوله: وفي هذا دليل على أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته (٤).

وقال الإمام ابن كثير: ثم الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى [إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً] فإن سياق الكلام معهن، ولهذا قال بعد هذا كله:


(١) أبو حيان: البحر المحيط: ٨/ ٤٧٨
(٢) الشوكاني: فتح القدير: ٣/ ٤٢٧، الشنقيطي: أضواء البيان: ١٥٠٢
(٣) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ٣/ ٤٩٥
(٤) أبو حيان: مرجع سابق: ٨/ ٤٧٩

<<  <   >  >>