للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خاصة، وهي دعوة لهم خارجة من التنْزيل (١).

ومن ذهب إلى أن المراد من الآية: أنّهم بنو هاشم، وهم من تحرم عليهم الصدقة، فقد استدل بحديث زيد بن أرقم، وهو دليل واضح على أن أهل بيته لفظ يدخل فيه قراباته وزوجاته عليه الصلاة والسلام.

ولكن ورد من طريقة آخر وفيه، فقلت له: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.

قال الإمام النووي: وهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال: ولسن من أهل بيته. فتتأول الرواية الأولى: على أن المراد أنّهن من أهل بيته الذين يساكنونه ويعولهم، وأمر باحترامهم وإكرامهم، وسماهم ثقلاً، ووعظ في حقوقهم وذكّر، فنساؤه داخلات في هذا كله، ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة، وقد أشار إلى هذا في الرواية الأولى بقوله: (نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة) فاتفقت الروايتان (٢).

وقال الإمام ابن كثير: والرواية الأولى أولى، والأخذ بها أحرى، وهذه الثانية تحتمل أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث الذي رواه، إنما المراد بِهم: آله الذين حرموا الصدقة، أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج


(١) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٤/ ١٦٢
(٢) النووي: شرح صحيح مسلم: ١٥/ ١٩٠

<<  <   >  >>