نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أعمل بعض ما يجب إعماله، وأهمل مالا يجوز إهماله، كما أشار إليه الإمام الشوكاني.
والمتأمل في الآية والأحاديث يجد أنه لا تعارض بينها، فزوجاته هن أهل بيته من حيث الزوجية وهؤلاء أهل بيته من حيث القرابة، بل إن أهل بيته أعم من هؤلاء الأربعة، لأن أهل البيت يشمل كل من تحرم عليه الصدقة من بني هاشم (١).
قال الإمام القرطبي: ولا اعتبار لقول الكلبي وأشباهه، فإنه توجد له أشياء في التفسير ما لو كان في زمن السلف الصالح لمنعوه من ذلك وحجروا عليه. فالآيات كلها من قوله:[يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا] إلى قوله [إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً] منسوق بعضها على بعض، فكيف صار في الوسط كلاماً منفصلاً لغيرهن، وإنما هذا شيء جرى في الأخبار: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت عليه هذه الآية، دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين فعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى كساء فلفها عليهم ثم ألوى بيده إلى السماء فقال:(اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً)
فهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية، أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطب بِها الأزواج، فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرّها لهم
(١) الخليفي: حصة: دكتورة: قضايا نساء النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنات في سورة الأحزاب: دار المسلم ط ١/ ١٤١٨هـ (١٤١)