للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حرم حظه من الخير)) (١)، وعنه - رضي الله عنه - يبلغ به قال: ((من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من الخير، وليس شيء أثقل في الميزان من الخُلُق الحسن)) (٢).

[المثال الثالث: مع من بال في المسجد:]

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: بينما نحن في المسجد مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: مَهْ مَهْ (٣)، قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تزرموه (٤)، دعوه))، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - دعاه فقال له: ((إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر اللَّه، والصلاة، وقراءة القرآن))، أو كما قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -.

قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه (٥) عليه (٦).

وقد ثبت في البخاري وغيره أن هذا الرجل هو الذي قال: ((اللَّهم


(١) أخرجه الترمذي في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الرفق، برقم ٢٠١٣، وقال: ((حديث حسن صحيح))، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ٢/ ١٩٥.
(٢) أخرجه أحمد في المسند، ٦/ ٤٥١، وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة، برقم ٨٧٦، وذكر له شواهد كثيرة.
(٣) مه: كلمة زجر، وهو اسم مبني على السكون، معناه: اسكت. وقيل: أصلها: ما هذا؟ انظر: شرح النووي، ٣/ ١٩٣.
(٤) لا تزرموه: أي لا تقطعوا عليه بوله. والإزرام: القطع. انظر: المرجع السابق، ٣/ ١٩٠.
(٥) شنه: أي صبه عليه. انظر: المرجع السابق، ٣/ ١٩٣.
(٦) أخرجه مسلم بلفظه في كتاب الطهارة، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد وأن الأرض تطهر بالماء من غير حاجة إلى حفرها، برقم ٢٨٦، والبخاري، بمعناه مختصراً في كتاب الوضوء، باب ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد، برقم ٢١٩، وروايات بول الأعرابي في البخاري في عدة مواضع منها: برقم ٢١٩، ٢٢٠، ٢٢١، وقبل الحديث رقم ٢٢٢.

<<  <   >  >>