للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانطلق لحاجته فرأينا حُمَّرةً (١) معها فرخان فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تَفرش [أي تُرَفرِفُ بجناحيها وتقرب من الأرض] فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «من فَجعَ هذه بولدها؟ ردُّوا ولدها إليها» ورأى قرية نملٍ (٢) قد حرَّقناها فقال: «مَن حرَّق هذه؟» قلنا: نحن، قال: «إنه لا ينبغي أن يُعَذِّب بالنار إلا ربُّ النار» (٣).

١٠ - وعن جابر بن عبد اللَّه رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ على حمارٍ قد وُسِمَ في وجهِهِ فقال: «لعن اللَّه الذي وسمه» (٤) [الوسم الكي بحديدة].

١١ - وعنه - رضي الله عنه -: نهى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عن الضرب في الوجهِ، وعن الوسم في الوجه (٥).

١٢ - وعن عبد اللَّه بن جعفر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: أردفني رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم خلفه، وفيه: فدخل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - حائطاً لرجلٍ من الأنصار فإذا جملٌ فلمَّا رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَنَّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فمسح ذفراه (٦) فسكت، فقال: «من ربُّ هذا الجمل؟ لمن هذا


(١) حُمَّرةٌ: بضم الحاء وتشديد الميم، وقد خُفِّف: طائر صغير، كالعصفور أحمر اللون. [النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، ١/ ٤٣٩].
(٢) قرية نملٍ: موضع النمل مع النمل. [رياض الصالحين بعد الحديث رقم ١٦١٣].
(٣) أبو داود، كتاب الجهاد، باب في كراهية حرق العدو بالنار، برقم ٢٦٧٥، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، ٢/ ١٤٦.
(٤) مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه، ووسمه فيه، برقم ٢١١٧.
(٥) مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه، ووسمه فيه، برقم ٢١١٦.
(٦) ذفراه: ذفرا البعير بكسر الذال المعجمة مقصور: هي الموضع الذي يعرق في قفا البعير عند أذنه، وهما ذفران. [الترغيب والترهيب للمنذري، ٣/ ١٥٧].

<<  <   >  >>