للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللَّه أفواجاً بفضل اللَّه تعالى، ثم بفضل هذا النبي الحكيم - صلى الله عليه وسلم - الذي ملأ اللَّه قلبه بالإيمان والحكمة، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: كان أبو ذر يُحدّث أنَّ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فُرِجَ سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل فَفرجَ صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست (١) من ذهب ممتلئٍ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي .. )) الحديث (٢).

وهذا يُثبِتُ أن الحكمة من أعظم الأمور الأساسية في منهج الدعوة إلى اللَّه تعالى، حيث امتلأ بها صدر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وهو صاحب الدعوة، مع الإيمان، وهو قضية الدعوة في لحظة واحدة، كما يؤكّد قيمة وأهمية الحكمة من خلال مجيئها يحملها جبريل وهو روح القدس، في طست من ذهب، وهو أغلى المعادن، في مكة المكرمة، وهي البقعة المباركة؛ ليمتلئ بها صدر محمد رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وهو خير الخلق، بعد غسله بماء زمزم وهو أطهر الماء وأفضله.

كل هذا يؤكد أن الحكمة في الدعوة إلى اللَّه تعالى أمرها عظيم، وشأنها كبير، وقد قال تعالى: {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} (٣).


(١) إناء كبير مستدير. انظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ١/ ٤٦٠، والمعجم الوسيط، مادة: (الطّسْت)، ٢/ ٥٥٧.
(٢) البخاري، كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، برقم ٣١٦٤، ومسلم، واللفظ له، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السموات وفرض الصلوات، برقم ١٦٣.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٦٩.

<<  <   >  >>