للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: العلاقة المثلى بين العلماء والدعاة ووسائل الاتصال الحديثة]

إن أكبر خطأ يرتكبه الإعلام الإسلامي بكل الطوائف العاملة فيه من علماء، ودعاة، وخطباء، وأئمة، وإذاعيين، وصحفيين، ومعلمين وغيرهم أن ينعزلوا بأنفسهم عن أخطار الإعلام الجماهيري، ويتركوا عامة الشعب تسقط صريعة تحت هذا الهوان اليومي المتكرر ... يجب أن يقوم الإعلاميون المسلمون بتبصير أمة الإسلام بحقيقة دينها ... عليهم أن يتصدوا للإعلاميين الجماهيريين المعادين للإسلام بإبطال كيدهم وفضح نفاقهم وغشهم وإظهار الزيف في بضاعتهم. ولنتذكر دائماً بأن الباطل لا يصول ولا يجول إلا في غفلة الحق، أما إذا انتشر النور فإن كتائب الظلام تولي فزعة مذعورة (١).

ولا شك أن الحرب بالسلاح لم يعد أثرها الفعال في السيطرة على الأمم، فهي مهما طالت لا بد أن تضع الحرب أوزارها، أما الحرب عن طريق وسائل الإعلام التي أصبحت في هذا العصر سلاح له أهميته البالغة وأثره الواضح في تغيير المعتقدات وكسب الآراء، ويبرز ذلك واضحاً في إحصائيات الأمم المتحدة من أن سكان العالم [قبل عام ١٤٠٧هـ] يملكون أكثر من ألف مليون جهاز إعلامي وتلتقط استقبالها من أكثر من ثلاث وثلاثين ألف محطة للبث الإعلامي بكل اللغات التي ينطق بها العالم، فعلى هذا اتصلت الدول النامية بالدول الكبرى، والقرية بالمدينة ... وهذا


(١) المؤتمر العالمي لتوحيد الدعوة وإعداد الدعاة من بحث الشيخ إبراهيم محمد سرسيق (ص ٨٢).

<<  <   >  >>