للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمدٍ بِيَدِهِ لا يسْمَعُ بِي أحَدٌ مِنْ هذِهِ الأمَّة يَهوديّ ولا نَصْرانيٌّ ثمَّ يَموتُ ولمْ يُؤْمِنْ بالذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إلا كَانَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ)) (١).

ويجب على الدعاة أن يبينوا للناس العقيدة السليمة، من: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وبالبعث والجزاء بالأدلة: من الكتاب، والسنة، وبما يقتضيه العقل تحقيقاً لقاعدة العدل فلا يعقل أن تكون هذه الحياة القصيرة - التي يحياها الناس في الدنيا - هي الغاية من خلق هذا العالم الكبير، وأن تكون نهاية المؤمن والكافر سواء، ونهاية الظالم والمظلوم سواء، ونهاية البر والفاجر سواء، قال تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّار} (٢).

وقال تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُون} (٣).

فإذا علم الإنسان أنه مسؤول عما يعمل ومحاسب على ما يقدم، وأن سعيه سوف يُرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى، {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه} (٤) سلك في حياته المسلك


(١) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته (رقم ١٥٣).
(٢) سورة ص، الآية: ٢٨.
(٣) سورة الجاثية، الآية: ٢١.
(٤) سورة الزلزلة، الآيتان: ٧، ٨.

<<  <   >  >>