دراسة الِإسناد: هذا الحديث عند الحاكم في المطبوع من رواية عبد الله بن سعيد الصنابحي وهو خطأ والصواب عبد الله بن سعيد، عن الصنابحي. فابن جرير رواه من نفس طريق الحاكم وذكر لفظة "عن" وكذا الذين أوردوا الحديث كالسخاوي وغيره ذكروا أنه من رواية عبد الله بن سعيد عن الصنابحي ونسبوه للحاكم فالظاهر أن لفظة "عن" سقطت من المطبوع. وعبد الله بن سعيد هذا قال عنه الذهبي في ديوان الضعفاء: مجهول (ت٢١٨١). ونقل الألباني عن الحلبي، عن السيوطي أن هذا الحديث غريب وفي إسناده من لا يعرف. سلسلة الضعيفة (٢/ ٣٣٦، ٣٣٧). الحكم على الحديث: قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً لأن فيه عبد الله بن سعيد وهو مجهول. قال ابن كثير: هذا حديث غريب جداً (٤/ ١٨). قال السخاوي في الكشف: (١/ ١٩٩) نقلاً عن المواهب وشرحها للزرقاني. والحديث حسن بل صححه الحاكم والذهبي لتقويته بتعدد طرقه. انتهى. قال في الكشف: فحينئذ لا ينافيه ما نقله الحلبي في سيرته عن السيوطي أن هذا الحديث غريب وفي إسناده من لا يعرف. وفيه دليل على أن الذبيح إسماعيل وهو الصحيح. وفي الهدى لابن القيم إسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وأما القول بأنه إسحاق فمردود بأكثر من عشرين وجهاً. ونقل عن الإِمام ابن تيمية أن هذا القول متلقاً من أهل الكتاب مع أنه باطل في كتابهم فإن فيه أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره وفي لفظ وحيده، وقد حرفوا ذلك في التوراة التي في أيديهم "اذبح ابنك إسحاق". قال الألباني رداً على ما في الكشف: (وأما ما في الكشف نقلاً عن شرح =