٤٦٥ - المستدرك (٣/ ١٥، ١٦): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، حدثني عمر بن ذر، حدثنا مجاهد، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان أهل الصفة أضياف الإسلام، يأوون إلى أهل ولا مال، ووالله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي إلى الأرض من الجوع، وأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً على ظهر طريقهم الذي يخرجون فيه، فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما أسأله إلا ليستتبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر عمر فسألته عن آية من كتاب الله تعالى، ما أسأله إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل، ثم مر أبو القاسم -صلَّى الله عليه وسلم- فتبسم حين رآني وقال: "أبا هريرة" قلت: لبيك يا رسول الله. فقال: "إلحق" ومضى، فأتبعته، ودخل منزله فاستأذنته فأذن لي فوجد لبناً في قدح، فقال: "من أين لكم هذا اللبن"؟ فقيل: أهداه لنا فلان. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أبا هريرة" فقلت: لبيك قال: إلحق أهل الصفة فأدعهم فهم أضياف الِإسلام لا يأوون على أهل ولا على مال إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم فأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك وقلت ما هذا القدح بين أهل الصفة وأنا رسوله إليهم فيأمرني أن أدوره عليهم فما عسى أن يصيبني منه وقد كنت أرجو أن يصيبني منه ما يغنيني، ولم يكن بد من طاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فأتيتهم فدعوتهم فلما دخلوا عليه وأخذوا مجالسهم قال: "أبا هريرة خذ القدح فأعطهم، فأخذت القدح فجعلت أناوله لرجل فيشرب حتى يروي =