ففرغت إلي فراغي فقطعتها في برمتها. ثم وليت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقالت: لا تفضحني برسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- ومن معه. قال: فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعاً من شعير كان عندنا فتعال أنت في نفر معك فصاح رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- وقال: "يا أهل الخندق إن جابراً قد صنع لكم سوراً فحي هلا بكم" وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء" فجئت وجاء رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- يقدم الناس. حتى جئت امرأتي فقالت: بك وبك. فقلت: قد فعلت الذي قلت لي. فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك ثم قال: لا ادعي لي خابزة فتخبز معك واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها" وهم ألف. فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجينتنا -أو كما قال الضحاك- لتخبز كما هي. كتاب الأشربة، باب: جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه ... إلخ (٣/ ١٦١١،١٦١٠)، (ح١٤١). قلت: فعليه يتبين أن البخاري ومسلماً قد أخرجا الحديث ومن نفس الطريق الذي رواه منه الحاكم.