وتابع ابن سالم أيضاً أحمد بن بديل بن قريش، أبو جعفر اليامي، قاضي الكوفة، وهو صدوق، إلا أن له أوهاماً، فقد قال عنه النسائي: لا بأس به، وقال ابن أبي حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال: مستقيم الحديث. وقال النضر قاضي همدان: ثنا أحمد بن بديل، عن حفص بن غياث، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في المغرب بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، فذكرته لأبي زرعة، فقال: من حدثك؟ قلت: ابن بديل، قال: شرٌّ له. وقال الدارقطني: تفرد به أحمد، عن حفص. وقال الدارقطني عن أحمد هذا: لين. وقال ابن عقدة: رأيت إبراهيم بن إسحاق الصواف، ومحمد بن عبد الله بن سليمان، وداود بن يحيى لا يرضونه. وقال ابن عدي: حدث عن حفص بن غياث وغيره أحاديث أنكرت عليه، وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه./ الكامل (١/ ١٨٩ - ١٩٠)، والتهذيب (١/ ١٧ - ١٨ رقم ١٤)، والتقريب (١/ ١١ رقم ١٣). هذا بالنسبة للطريق الأولى عن الأعمش. أما الطريق الثانية عنه، ففي سندها محمد بن مبارك أشتوية، ولم أعرفه. والراوي عنه أحمد بن الحجاج بن الصلت أبو العباس الأسدي، ذكره الذهبي في الميزان (١/ ٨٩رقم ٣٢٨)، وذكر أنه روى حديثاً بإسناد الصحاح أنكره عليه، وقال: "هو آفته"، ثم قال: "والعجب أن الخطيب ذكره في تاريخه (٤/ ١١٧رقم١٧٨٣)، ولم يضعفه! وكأنه سكت عنه لانتهاك حاله"، وأقره ابن حجر في اللسان (١/ ١٤٩ رقم ٤٧٨)، وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي في حاشيته على الفوائد المجموعة (ص ٣٥٩): "السند إلى منصور ساقط، فيه أحمد بن الحجاج بن الصلت، هالك، وفيه من لم أجده". =