أقول: ولم أجد مالكاً -رحمه الله- تكلم في جعفر بكلام فيه جرح له، ومجرد روايته عنه مقروناً بآخر لا يعني جرحه له، فقد يحصل له الحديث من طريقه، وطريق آخر، فيروي الحديث من الطريقين زيادة في تقوية الحديث. وقد يحمل كلام من تكلم فيه على مجيء بعض الروايات المنتقدة من طريقه، والحمل فيها على غيره، وإليه أشار الساجي بقوله: كان صدوقاً مأموناً، إذا حدث عنه الثقات، فحديثه مستقيم. وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال: "كان من سادات أهل البيت، فقهاً، وعلماً، وفضلاً، يُحتجَّ بحديثه من غير رواية أولاده عنه، وقد اعتبرت حديث الثقات عنه، فرأيت أحاديث مستقيمة، ليس فيها شيء يخالف حديث الأثبات، ومن المحال أن يلصق به ما جناه غيره". وقد ذكر ابن عدي بعض الأحاديث في ترجمته، ثم قال: "جعفر من ثقات الناس كما قال يحيى بن معين"./ الجرح والتعديل (٢/ ٤٨٧ رقم١٩٨٧)، والكامل (٢/ ٥٥٥ - ٥٥٨)، وسير أعلام النبلاء (٦/ ٢٥٥ - ٢٧٠)، والميزان (١/ ٤١٤ - ٤١٥رقم١٥١٩)، ومن تكلم فيه وهو موثق (ص٦٠ - ٦١رقم ٦٩)، والتهذيب (٢/ ١٠٣ - ١٠٥ رقم ١٥٦). وقد اختلف على جعفر في الحديث كما سبق. فرواه سفيان بن عيينة، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر، عن عمر. ورواه السري بن خزيمة، عن معلى بن أسد، عن وهيب بن خالد، عن جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن عمر. ورواه الباقون عن جعفر، عن أبيه، عن عمر. أما رواية سفيان، فيرويها عنه الحسن بن سهل الحنَّاط، ذكره ابن حبان في =