ومن طريقه وطريق آخر أخرجه الخطيب في تاريخه (١٠/ ٣٠٥ - ٣٠٦). ثلاثتهم من طريق أسود بن عامر، به نحوه. وأخرج نعيم بن حماد في "الفتن" -كما في كنز العمال (١١/ ٣٤٨ - ٣٤٩ رقم ٣١٧٠٨) عن سفيان (وهو ابن الليل) قال: أتيت الحسن بن علي بعد رجوعه من الكوفة إلى المدينة، فقلت له: يا مذلَّ المؤمنين، فكان مما احتج علي أن قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا تذهب الأيام والليالي، حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السُّرْم، ضخم البلعوم، يأكل ولا يشبع"، وهو معاوية، فعلمت أن أمر الله واقع. وقوله: (واسع السُّرْم، ضخم البلعوم) السُّرْم: الدُّبُر، والبلعوم: الحلق، يريد: رجلاً عظيماً شديداً./ النهاية (٢/ ٣٦٢). دراسة الِإسناد: الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله: "السري واه". والسري هذا هو ابن إسماعيل الهمداني، الكوفي، وتقدم في الحديث (٤٨٩) أنه: متروك الحديث. والسري هنا يروي الحديث عن الشعبي، وقد نص ابن عدي على نكارة أحاديثه عن الشعبي، خاصة، فقال في الكامل (٣/ ١٢٩٧): "وللسري غير ما ذكرت، وأحاديثه التي يرويها لا يتابعه أحد عليها، وخاصة عن الشعبي، فإن أحاديثه عنه منكرات، لا يرويها عن الشعبي غيره". وأما الطريق الأخرى التي أخرجها الحاكم وغيره عن الأسود بن عامر، عن زهير بن معاوية، عن أبي روق، عن أبي الغريف، فليس فيها ذكر للمعنى المذكور في الحديث السابق عن قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)} [القدر: ١]، إلخ. =