وشدّاد بن عبد الله القرشي، أبو عمار الدمشقي هذا ثقة، وهو لم يسمع إلا ممن تأخرت وفاته من الصحابة -كما في ترجمته في التهذيب (٤/ ٣١٧رقم ٥٤٣) -، بل نقل العلائي في جامع التحصيل (ص ٢٣٦ رقم ٢٧٩) عن صالح جزرة أن شداداً لم يسمع من أبي هريرة، وعوف بن مالك، وأبو هريرة -رضي الله عنه- أكثر ما قيل في تاريخ وفاته سنة تسع وخمسين للهجرة، وعوف سنة ثلاث وسبعين -كما في ترجمتها من التهذيب (١٢/ ٢٦٦)، و (٨/ ١٦٨) -، ولذا فمن باب أولى أن لا يكون شداد سمع من أم الفضل التي توفيت في وقت مبكر، قبل سنة خمس وثلاثين للهجرة، والذهبي -رحمه الله- ممن يعتمد قوله إذا لم يعلم له مخالف، وقد نص هنا على أن شداداً لم يسمع من أم الفضل، ويؤيده ما تقدم، والله أعلم. أما محمد بن مصعب بن صدفة القُرْقساني -بقافين، ومهملة-، فإنه صدوق، لكنه كثير الغلط -كما في التقريب (٢/ ٢٠٨رقم ٧٠٩) -، وانظر الجرح والتعديل (٨/ ١٠٢ - ١٠٣ رقم ٤٤١)، والكامل لابن عدي (٦/ ٢٢٦٩)، والتهذيب (٩/ ٤٥٨ - ٤٦٠ رقم٧٤٠). وقد روي الحديث من غير هذه الطريق كما تقدم، ومداره على سماك بن حرب، واختلف عليه في كون الحديث عن قابوس بن المخارق، عن أم الفضل، أو عنه، عن أبيه، عن أم الفضل. وسِمَاك -بكسر أوله، وتخفيف الميم- ابن حرب الذهلي، البكري، أبو المغيرة الكوفي صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير هو بأخرة، فكان ربما يُلقّن، وسماع سفيان الثوري وشعبة منه قبل الاختلاط، وحديثهم عنه صحيح كما قال يعقوب بن شيبة./ انظر الكامل لا بن عدي (٣/ ١٢٩٩ - ١٣٠٠)، والتهذيب (٤/ ٢٣٢ - ٢٣٤ رقم ٣٩٥)، والتقريب (١/ ٣٣٢ رقم٥١٩)، والكواكب النيرات (ص ٢٣٧ - ٢٤١ رقم ٢٩). =